آفاق قاتمة تحاصر سوق السندات الأمريكية.. لعنة الركود حاضرة

وحذر عدد من كبار الخبراء من ارتفاع مستويات الديون الأمريكية وسط احتمال حدوث ركود وشيك.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت زاد فيه العجز الفيدرالي في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في مسار الدين الأمريكي، وفقا لتقرير نشرته شركة Markets Insider.

باعت وزارة الخزانة سندات بقيمة تريليون دولار في هذا الربع وحده. وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكاليف الاقتراض خلال العام ونصف العام الماضيين، ويرجع ذلك أساسًا إلى قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.

إنها ليست المشكلة الوحيدة

قال راي داليو، مؤسس شركة Bridgewater Associates، إن الاحتفاظ بالنقود أمر جيد في الوقت الحالي.

وأشار داليو خلال كلمته في قمة معهد ميلكن آسيا في سنغافورة إلى أن العجز المالي المرتفع يجبر وزارة الخزانة على الاستمرار في إصدار السندات. لكن الزيادة في المعروض من الديون الأمريكية الجديدة ليست المشكلة الوحيدة، حيث حذر من أنه إذا لم يحصل المستثمرون على أسعار فائدة حقيقية مرتفعة بالقدر الكافي، فسوف يبيعون السندات.

وقال داليو: “إن اختلال التوازن بين العرض والطلب لا يقتصر على حجم السندات الجديدة وحدها، بل يرتبط أيضاً بمشكلة جدوى الاستثمار في السندات، لذا فإن السندات طويلة الأجل ليست استثماراً جيداً”.

على الرغم من أن أسعار الفائدة المرتفعة ستساعد على زيادة الطلب على السندات، إلا أنها تجعل خدمة الديون أكثر تكلفة.

مخاوف “بوند كينغ”.

وكان لدى بيل جروس، “ملك السندات” الذي قاد نجاح شركة بيمكو في مجال الدخل الثابت، مخاوف مماثلة بشأن سوق الديون.

وقال جروس في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج إن ثلث الديون الأمريكية المستحقة تستحق في أقل من عام. ولضمان قدرة وزارة الخزانة على مواجهة هذا الأمر، لا بد من جذب مجموعة كبيرة من المشترين إلى السندات الأميركية، وهذا يعتمد على أسعار الفائدة.

وأشار جروس إلى أن إجراءات التضييق الكمي التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي تزيد من اختلال التوازن بين العرض والطلب لأنها تقلل من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على شراء السندات. ولذلك فإن قلة الطلب تعني أن أسعار سندات الخزانة ستبقى منخفضة، مما سيضر بالاقتصاد.

الركود القادم والهبوط الناعم

من جانبه، حذر مؤسس شركة دوبل لاين، جيفري جوندلاش، من أن الركود المقبل سيعمق العجز الفيدرالي.

وقال لشبكة فوكس بيزنس: “ما سيكون مربكا للغاية هو أنه بمجرد أن يتعمق الاقتصاد في الركود، ستبدأ عائدات السندات في الارتفاع بسبب الإفراط في طباعة النقود ورد الفعل النقدي”.

على الرغم من أن العديد من الاقتصاديين متحمسون لاحتمال الهبوط الناعم، إلا أن جوندلاخ يرى أن الركود من المرجح أن يحدث في غضون ستة إلى ثمانية أشهر، مع استنفاد مدخرات المستهلكين في عصر الوباء.

وتوقع أنه إذا حدث هذا وسط سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة، فقد ينكمش الاقتصاد، مما يجبر الحكومة على الغرق في الديون بشكل أكبر.

ويقول: “أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يدرك أنه عندما يأتي الركود المقبل، فإن حجم الاقتراض سيكون هائلاً لدرجة أنه سيكون فكرة سيئة أن تكون أسعار الفائدة أعلى من 5٪”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxMTo6NGYg

جزيرة إم آند إم

في