صفوت عمارة: الطلاق الرجعي فرصة للإمساك بالمعروف واستكمال الحياة الزوجية أو التسريح بالإحسان

أحمد الشرقاوي

دكتور. وقال صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الشرائع الإلهية كلها اهتمت باستدامة العلاقة الزوجية من أجل بناء مجتمع إنساني متماسك، قائلا: { ومن آياته أن يكون لأنه خلقكم منكم النساء لتسكنوا إليهن ويجعل بينكم مودة ورحمة. «إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». [الروم:21]أساس العلاقة بين الزوجين هو المودة والرحمة، والمعنى: ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لكم النساء أيها الرجال من أجناسكم لتصح نفوسكم. سلموا إليهم وسلموا وجعل بينكم وبينهم مودة ورحمة ورحمة. وفي الحقيقة إن في خلق الله آيات لقوم يتفكرون ويتفكرون، فالزواج مأوى وحماية، وعفة واستقرار، وراحة للرجل والمرأة، وحسن المعاملة وتبادل الحقوق والمسؤوليات يكفي للمحبة وخلق الرحمة. بينهما.

وأكد عمارة خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد سيدي مبارك بمدينة كفر الشيخ، أن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، الذي يتكون من مجموعة من الأسر المترابطة التي أولى لها الإسلام اهتماما كبيرا، وهي الأسرة، وقوة المجتمع أو ضعفه تقاس بمدى تماسك الأسرة أو ضعفها، فالعلاقة الزوجية هي أقوى رابط اجتماعي وقد وصف الله تعالى عقد الزواج في القرآن الكريم بـ “الميثاق الغليظ” وقال : “ولقد أخذنا منكم ميثاقا غليظا”. [النساء: 21]ونظراً لقوة هذا العقد ومتانته التي يصعب تمزيقها، كالثوب الغليظ الذي يصعب تمزيقه أو تمزيقه.

دكتور. وأشار صفوت عمارة إلى أن الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات بسبب اختلاف الطبائع البشرية وعدم التكافؤ بين النفوس وخصائصها. يمكن أن تهب رياح الخلاف بين الزوجين وتؤدي إلى الطلاق، وقد تم تقنين ذلك حتى يكون للزوجين الوقت والفرصة لإكمال الحياة الزوجية. وقد طلق النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة بنت عمر واسترجعها. ولا تتخلف عن التمسك بالعلاقات الصحيحة والصالحة عندما يتعلق الأمر بالحفظ والإفراج الممكن. قال الله تعالى: {الطلاق اثنتان: لزوم بالمعروف، أو فراق بالمعروف}. [البقرة:229]توضح هذه القاعدة وتوضح أسلوب الحياة، إما التشبث باللطف أو التحرر من خلال اللطف. فكما جعل الله تعالى الزواج نظاما، جعل الفراق نظاما، وكلاهما مبني على الرفق والرفق.

وأوضح “عمارة” أنه في حالة وجود خلاف بين الزوجين يجب حله من خلال التفاهم والاتفاق المتبادل، ولكن عندما تصبح المشاكل خطيرة لدرجة أن الزوجين لم يعودا قادرين على حلها بشكل مرض، فقد قال القرآن الكريم قادنا إلى حل نهائي في حالة احتمال الخلاف بين الزوجين، وهو الصلح بين الزوجين عن طريق الحكمين: {وإن خفتم اختلاف الرأي بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من قومهما. فإن يريدوا إصلاحا يوفق الله بينهم. ۗ إن الله عليمٌ عليمٌ. [النساء: 35]المعنى: إذا علمت بوجود خلاف بين الزوجين يؤدي إلى الانفصال، ويسمى الخلاف انشقاقاً لأن المختلف يفعل ما يشق على الآخر أو لأن كل واحد من الزوجين في فرقة واحدة ويقف على جانب واحد غير الذي فيه الآخر فأرسل إليهم حكما عادلا من أهل الرجل وحكما عادلا من أهل المرأة ليرى هل الخلاف صحيحا ويقرر فيه ما في نفسه وعلى العاقل أن ينظر إلى الطلاق كالكي المؤلم الذي يجب أن يخضع له المريض. قال حكماء العرب: “قبل النظر في هذا الكي لا بد من استنفاد الوسائل الممكنة”. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “” “لا يفارق رجل مؤمن امرأة مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر”. [رواه مسلم]أي أن الرجل لا يكره زوجته لأنها ارتكبت خطأ في أحد أدوارها. بل سيكتفي بدور آخر من أدوارها.

دكتور. وتابع صفوت عمارة أن الله تعالى وضع لنا قاعدة مشرقة وهي واضحة في قوله تعالى: {ولا تنسوا الخلاف بينكم إن الله بما تعملون بصير}. [سورة البقرة: آية237] أي إذا حدث بينكما طلاق وانفصال فلا تنسوا الود والمودة واللطف الذي كان بينكم. فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يوصي النساء حتى حجة الوداع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: “.. واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع واحد” والاعوج في الضلع في أعلاه. فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته بقي أعوجًا، فاستوصوا بالنساء خيرًا». [رواه البخاري ومسلم]أي: لطفوا ببعضهم البعض، وسماهم قواررون لضعف عزيمتهم، وشبه الزجاجة لضعفهم وسرعة كسرها. وهذه وصية عظيمة للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم. الإحسان إلى النساء بالإحسان إليهن، ومراعاة أحوالهن، والإحسان إليهن، وعدم الظلم عليهن، وإعطائهن حقوقهن، وتوجيههن إلى الخير.

وأضاف عمارة أن الاستقرار الأسري يتطلب الاستقرار النفسي والمعنوي والمادي. الأسرة المستقرة هي الأسرة التي تبني ثلاث علاقات رئيسية لأفرادها، أولها العلاقة مع الله تعالى من خلال العبادة، والعلاقة الثانية هي علاقة أفراد الأسرة مع الكون من حولهم من خلال بناء الأرض، و العلاقة الثالثة هي علاقة الفرد داخل الأسرة نفسها، فيعمل على تطهيرها ويعتمد طوال حياته على مراقبة الله فيما يرعاه ويكون مسؤولا عنه أمام الله، استنادا إلى الحديث: “”” كلكم رعات، وكلكم مسؤول عن رعيتك». [البخاري ومسلم].